لمحة عن الشراكة اللبنانية الأوروبية

تربط لبنان بالإتحاد الأوروبي علاقات سياسية منذ أكثر من 40 عاماً. ويعود تاريخ إبرام أول إتفاقية دبلوماسية بين لبنان ومفوضية الجماعات الأوروبية إلى 12 تموز 1979، وفي التاريخ نفسه شُكِّلَت أول بعثة أوروبية في لبنان، وكانت تعرف آنذاك بإسم بعثة الجماعات الأوروبية.

أما اليوم، وفي ظل التحديات والأهداف المشتركة بين لبنان والإتحاد الأوروبي، ترعى العلاقات الثنائية بين الطرفين إتفاقية شراكة سارية المفعول منذ نيسان 2006، ترتكز على قيم مشتركة ومصالح متبادلة. تتضمن إتفاقية الشراكة أربع مجالات يتم التشاور بشأنها بشكل منتظم، وهي تجمع وتُشرك المديريات العامة المختصّة التابعة للمفوضية الأوروبية من جهة  والوزارات اللبنانية من جهة أخرى، كلٌ  بحسب إختصاصها. إن المجالات الأربع هي:

• مجال سياسي يتعلق بحقوق الإنسان والحكم الرشيد،
• مجال حقوقي وإجتماعي يتعلق بالعدالة والتعليم والأمن،
• مجال إقتصادي يتعلق بالتجارة وخلق فرص العمل،
• مجال يتعلق بالتنقل وهو يحاكي مسألة الهجرة.

لا يزال  الإتحاد الأوروبي شريكاً استراتيجياً للبنان لاسيما في ما يتعلق بالرؤية حول منطقة البحر المتوسط المشتركة. وتطبيقاً لسياسة الجوار الأوروبية الموضوعة؛ يلتزم الإتحاد الأوروبي تجاه لبنان عبر أربعة مجالات أساسية:

• التعاون الثنائي الذي يتمحور حول برامج يتم تكييفها مع المجالات المشتركة المذكورة أعلاه. هذا وتتراوح قيمة المشاريع المنفّذة ضمن إطار هذا التعاون الهادف ووفقاً للمعايير الأوروبية التي ترتكز على الشفافية والثقة، بين 30 و50 مليون يورو سنوياً.
• الصندوق الإئتماني “مدد” الذي يشكل أداة الإتحاد الأوروبي الرئيسية للإستجابة لأزمة اللاجئين في الشرق الأدنى والمجتمعات المضيفة. ويعطي هذا الصندوق إمتيازاً أساسياً للبنان، وهو يركز بشكلٍ أساسي على تقديم مساعدات ذات طابعٍ إجتماعي وتنموي؛ على وجه التحديد قطاعات المياه والصحة العامة والحماية الإجتماعية. نذكر على سبيل المثال:

في شهر كانون الثاني من سنة 2021، بلغ مجموع إلتزامات صندوق مدد للبنان، منذ سنة 2015، حوالي 955,6 مليون يورو.

بلغ مجموع إلتزامات صندوق مدد للبنان، خلال سنة 2020، حوالي 202,6 مليون يورو مع الأخذ بعين الإعتبار جائحة كورونا والإنفجار الذي هزّ العاصمة بيروت. تتمحور هذه الإلتزامات حول تعافي الشعب والحصول على الخدمات الأساسية والحماية الإجتماعية.

إن مشاريع صندوق مدد التي يستفيد منها الفئة الأكثر عوزاً  من اللبنانيين والنازحين السوريين، يتم تنفيذها وفقاً لمعايير الراقبة الأوروبية.

تبلغ مشاريع صندوق مدد التي هي قيد التنفيذ حالياً في لبنان حوالي 648 مليون يورو، مع الإشارة إلى أن هذا المبلغ لا يشمل المشاريع التي سبق تنفيذها أو  تلك التي كان من المتوقّع تنفيذها خلال عام 2020.

• مساعدة منظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية والمساعدة المباشرة والفورية في حالات الطوارئ، كما حدث بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، ويتم ذلك بفضل مركز التنسيق للإستجابة للطوارئ والذي يشكل الركن الأساسي في آلية الحماية المدنية في الإتحاد الأوروبي.